‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوعي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوعي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 22 نوفمبر 2014

الوعي


قد يحمل الإنسان فكرا راقيا، إلا أن فعله قد يكون مخالفا لذاك الفكر. حيث أن الكثير من الناس في وقتنا الحالي ينقصهم الوعي، لأن الانسان الواعي هو الإنسان الذي يستوعب بما يدور حوله ويتفاعل معه بالطريقة الصائبة وبالحكمة المطلوبة. إلا أن تحديد مفهوم محدد للوعي يظل إشكالا لتعدد وجهات النظر وطريقة معالجته، فمتى يكون الإنسان واعيا؟ ومتى يخرج عن دائرته؟
اختلفت المفاهيم التي حددها الفلاسفة للوعي، كل حسب مجاله، فمنهم من يقرنه باليقظة مقابل الغيبوبة، وبعضهم بالشعور من غيره، إلا أن دلالته العامة فتتجلى في ممارسة نشاط معين بإدراك تام له، وبالتالي فكل نشاط بعيد عن الإدراك فهو بعيد عن الوعي.
إذا فالإنسان يدخل في دائرة الوعي حينما يدرك ما يفعل، ويخرج منها متى لم يتوفر هذا الشرط الرئيسي. وفي نظري هناك أسباب عديدة تجعل من الناس خارج دائرة الوعي، من بينها الجهل. وليس الجهل هو الأمية، فقد تكون تلميذا أو طالبا لكنك تنعم في دنيا الجهل، لانك بكل بساطة غير مدرك لما تفعل، وبحسب رأيي فالإدراك يغيب لأنك غير مثقف و غير مطلع، فيكون مصيرك نقص في عدة مجالات، أحاديث فارغة وفكر واهي، فيصعب عليك التأقلم مع الناس الذين يفكرون ويبدعون في انتاج الأفكار، لأنهم مواكبون لما يجري حولهم، ويعملون على إغناء ثقافتهم، لأن الثقافة تطور قدراتنا وتحول الحياة من النمط العادي الممل الى حياة تبعث في نفسها الحياة.
لكن هل الثقافة وحدها تكفي من أجل أن نكون واعين؟، لا أظن، فكم من مثقف له مبادئ شاذة أو له مواقف غير مسؤولة، لذى فالثقافة وحدها لاتجعلك إنسانا واعيا، فالمبادئ والاخلاقيات أيضا تلعب دورا مهما في تسيير وتنظيم فكرنا ووعينا كي نرقى في الفكر والفعل، وحينما نتكلم عن الاخلاقيات والمبادئ فبشكل تلقائي نجدنا أمام تربية الفرد لأنها مفتاح الكثير من أبواب النجاح في الحياة، فالتربية الحسنة إذا هي أخلاق وقيم تسمو بنا وتدفع بنا في سلم الوعي.
بعد التربية، نأتي إلى الثقافة الروحية، أو ما يمكننا أن نسميه الإلتزام الديني الصحيح وهو في نظري من بين الأمور الاساسية لبناء وعي كامل متكامل. فالعقيدة الصحيحة والايمان يجعل منك شخصا متزنا، مستمتعا بحياتك في رضى الله وتكشف لك أيضا أسرار السعادة والنجاح، الإلتزام الديني بكل سهولة يساعدنا على محورة حياتنا في الطريق الصحيح.
قد يتبادر لذهن القارئ أن تحقيق وعي كامل عند الإنسان أمر سهل، لكن هناك عدة معيقات تعترض طريق الباحث عن حياة واعية هنيئة،ومن بين أكبر المعيقات التي تقف أمام عدم وجود نسبة كافية من الوعي لدى الناس، هي محيطهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه، خصوصا بوجود نسبة كبيرة من الفقر والحرمان، ناهيك عن الظلم وهتك حقوق الناس وأعراضهم، حيث نرى أن الناس يتعرضون لسياسات ممنهجة تريد من الإنسان أن لا يستخدم عقله أو فكره كي لا يعي بالافكار المضادة له ولتنميته، وبكل بساطة، كي لا يقض مضاجع حكامه.
وباعتبار أن الوعي مفتاح نهضة الشعوب، فإن بعض المفاتيح التي تساعد في تحقيق وعي الفرد وتحقيق ذاته تتجلى في:
- مطالعة الكتب في مجالات مختلفة.
- السعي إلى الإستفادة من الآخرين ومشاركة المكتسبات معهم.
- محاربة الأفكار السلبية وتحقق تصالحا مع ذاتك وتمضي بكل فاعلية في مجتمعك.
- الثقة بالنفس، وإخلاص النية لله وحدة، والتوكل عليه دون أن ننسى الأخذ بالأسباب
Read More
© يوميات زوجه مفروسه All rights reserved | Designed by Blogger Templates