امهات خارج حدود الامومه ... امهات قاتلات
لم يظنوا يوما مع أعمارهم الصغيرة أن طعنة الغدر ستأتى لهم من أقرب إنسانة فى حياتهم، تلك التى يرتمون فى أحضانها حينما يبحثون عن الأمان، أو يطلبون بعض الدفء، كثيرا ما نما إلى مسامعهم قصصا عن تضحيتها.
ربما كانوا هذا اليوم يستعدون وينهمكون فى تحضير هدية صغيرة يقدمونها لها فى عيد الأم، ربما فكر أحدهم أن يكتب لها "أحبك أمى".. فى ورقه أو أخذ يدخر بعض النقود منذ بداية الشهر ليفاجئها يوم عيدها بـ "وردة بسيطة"، أو ظن آخر أن مجرد تقبيلها كاف بإدخال السرور على قلبها، لكن هؤلاء اﻷمهات قررن أن يكن هن السباقات ويقدمن مفاجآت من نوع آخر لأطفالهن.. إما قتلهم خنقاً أو طعناً بسكين ثلمة، وغيرهن استخدمن أساليب أخرى.
نرصد لكم من خلال هذا الموضوع قصص لأمهات يمكن منحهن درع أمهات خارج المثالية فى الوقت الذى تحظى أخريات بلقب الأم المثالية، ربما بعضهن ندم على فعلتهن، ولكن بعد فوات الآوان بعد أن فقدن زهورهم الصغار، والطعنة هنا أقوى لأنها لم تأت من غريب.. جميع القصص التى نسردها عليكم وقعت هذا الشهر تزامناً مع احتفالات عيد الأم.
المشهد الأول
دمياط ، 16 مارس
3 ملائكة كانوا نياما فى فراشهم، أكبرهم "مهند" يبلغ من العمر 6 أعوام، وتوأمان "نور ونادين" لم يتخطيا من العمر بعد 3 أعوام، مع دقات الرابعة والنصف أسدل ظلها على الصغار، تحسست الأرض منعا لإيقاظهم ليس لعدم إقلاق منامهم بل لتنفيذ جريمتها دون إزعاج الجيران، وانكشاف أمرها، أخيرا وصلت حيث ينام التوأمان، اللذان لم يداعبهما نور صباح هذا اليوم.
امتدت يدها إلى "اللحاف الفايبر" وضعته على أنفهما ورقبتيهما لم تكن الجريمة بحاجة إلى قوة عضلية فـ "نور ونادين" صاحبا الـ 3 أعوام أضعف من أن يصدر منهما أى مقاومة، لم يستغرق الأمر ثوان معدودة، حتى لفظ الصغيران أنفاسهما الأخيرة، ويخرجا من دنيا لم يدخلاها بعد، لم تكتف بهذا القدر ولم يتحرك لها قلبا بل سقط نظرها على الصغير الثالث ليلق ذات المصير .
السطور السابقة لم تكن قصة لـ "أمنا الغولة" التى كانت تُقص علينا ونحن صغار .. ولا عن فيلم رعب، بل جريمة نفذتها سماح جمال يوسف التى من المفترض انها حصلت على لقب "أم" لهؤلاء الأطفال الصغار منتصف هذا الشهر تزامنا مع تكريم الأمهات.
ادعت الأم فى البداية أن صغارها ماتوا نتيجة تسمم غذائى، ومع نهاية التحقيقات بنيابة فارسكور بدمياط اعترفت قائلة: "قتلت أولادى حتى أنفصل عن زوجى لكى أتزوج شابا أحببته بعد أن تعرفت عليه عن طريق الهاتف، ثم تواصلنا على برنامج الاتصالات فايبر، واتفقنا على تنفيذ الجريمة حتى يخلو الجو لنا"!! .
المشهد الثانى
الإسكندرية.. 7 مارس
الأم هنا فى الإسكندرية تركت آثارا من نوع آخر على طفلها، ليست قبلة طبعتها على وجنتيه أو آثار دفء حضن بين أضلعها، ولكن كدمات بالوجه وحروق باليدين والقدمين لم يتحملها جسد "عمر ع.ع"، الصغير صاحب الـ 5 أعوام، لم يكن أنينه وآهاته وبكاؤه ودموعه كفيلة بأن ترحم الصغير من هذا الموت البطيء، بعدما وضعت الأم "هناء .م. ع" يدها فى يد عشيقها الشهبر بـ "بلحة"، المسجل خطر فى 6 قضايا سابقة متعلقة بالمخدرات، وانتهت تحريات وحدة المباحث قسم المنتزه بالاسكندرية إلى وجود علاقة غير شرعية بين والدة الطفل و"بلحة" بعد خلافات بينها وبين والد الطفل، وقيامهما بالاتفاق فيما بينهما على التخلص من الطفل بقتله، حتى تستمر علاقتهما فقاما بالتعدي عليه بالضرب وتعذيبه حتى فارق الحياة داخل منزلهم بمنطقة السيوف بالإسكندرية.
المشهد الثالث:
كشف لغز غرق طفل بالعريش في 26 فبراير
ربم استغرقت ساعات للتفكير فى الوسيلة التى تتفنن بها لقتل طفلها والتخلص منه ليخلو لها الجو دون أن يكتشف أمرها أحد، لم تجد أفضل من المخدر والبحر للانتهاء من جريمتها، فعندما حاولت الأم تخدير طفلها البالغ من العمر 6 سنوات، ليخلو لها الجو مع أحد الباعة الجائلين، إلا أن الطفل لم يتحمل الجرعة المخدرة وفارق الحياة، فما كان من الأم وعشيقها إلا أن حملا الصغير وقذفا به بين أمواج البحر.
ولكن سرعان ما غضب البحر، وكان رده أن لفظ الطفل خارجا ليكون الخيط الذى تكشف به مباحث شمال سيناء لغز العثور على جثة طفل على شاطئ العريش، وتبين أن والدته قتلته أثناء محاولتها تخديره لتتمكن من ممارسة الرذيلة مع بائع متجول. وألقى القبض على "محمد ن إ"، 21 عاما، بائع متجول مقيم بحى الصفا، و "سارة م ر ع"، 26 عاما - الأم - مقيمة بحى العبور بالعريش، ولها محل إقامة آخر بمحافظة بنى سويف، قتلا الطفل "مصطفى س س د"، 6 سنوات، نجل المتهمة الأخيرة من زوجها المدعو "سلامة س د"، المحبوس بسجن العريش المركزى، وتبين من التحقيقات أنها قامت بتنفيذ جريمتها عن طريق إعطاء الطفل جرعة مخدر زائدة داخل زجاجة مياه غازية حتى يتمكنا من ممارسة الرذيلة معاً بإحدى الشاليهات المفروشة، وعندما فارق الطفل الحياة قام المتهم الأول بمساعدة والدة الطفل من التخلص منه عن طريق إلقائه فى البحر، وقد اعترف المتهمان بارتكابهما الجريمة، وتمت إحالتهما للنيابة العامة.
جمود العواطف
ورأت د. عزة كريم، مستشارة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن السلوك العام فى المجتمع أصبح انتقاميا لأن 90% من الناس لديهم إحساس بالظلم والفقر، العلاقات الأسرية والأمومة والأخوة كلها أصبحت علاقات يشوبها العنف أكثر من الخط السليم، فوضع طبيعى أن نجد هذه الحالات.
وأضافت: "أسمى علاقة فى الدنيا هى علاقة الأمومة، وهى غريزية، والأسمى من علاقة الأمومة هى علاقة الإنسان بذاته ولكن الآن نجد العديد والعديد من حالات الانتحار وهو ما يعطى مؤشر إلى أن الإنسان هانت عليه نفسه، وهى أسمى علاقة، فبالتالى علاقة الأمومة التى تأتى فى المرتبة الثانية شابها نوع من الجمود العاطفى؛ لأن ما يسود المجتمع الآن أخلاقيات تحض على الانتقام، وأصبحت العلاقات التى تقوم على المصلحة الشخصية والجانب المادى هى السائدة".
وتابعت: "العاطفة ترتبط بظروف الإنسان، والكثير من الأمهات يعانين من علاقات قاسية وظروف سيئة، فتجمددت العواطف لعدم وجود عدالة اجتماعية، وأكدت أن الأم التى فعلت هذا ستندم على الحالات الانفعالية التي تجعل الإنسان يمارس العنف، ولكن بعد فوات الأوان".
المصدر
http://www.masralarabia.com/
http://www.masralarabia.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق